مقالات

أنشودة الروح للملهمة السماوية

جريدة موطني

أنشودة الروح للملهمة السماوية

يا نور الكون في عينيكِ يستقرُ
وأنفاس الأكوان
على شفتيكِ تذكرُ
حين تهمسين
تتهادى الملائكة خشوعاً
وتنحني النجوم لتقبل أثر الدررِ

أنتِ أكثر من بشر
أنتِ معنى
يتنزل كالوحي
في قلبي المتيمِ
مثل ندى الفجر
على أوراق الياسمينِ
أو كصلاة الفجر
في حرم مقدسِ

في محراب جمالك
أذوب كشمعةٍ
تسكب نورها
على مذبح الأقداسِ
وكل نبضة في قلبي
ترتلُ
“سبحان من خلق الجمال
من رحم الأناقة”

عندما تمشين
تتناثر الورودُ
خطى كآيات.
مذهبة في سفر الخلودِ
والكون يرسم
حولك هالة نورٍ
تختلط بعطر
الوجودِ

أراكِ كالغيمة.
البيضاء في الصباحِ
تحملين ماء الحياة
للورى والزرعِ
ثم تتبخرين
في سماوات قلبي
فتصبحين غيوماً
تصبحين مطراً

حين تغمضين عينيكِ
ينام القمرُ
يحجب النور وجهه
خجلاً
فكيف لي أن أصف
ما لا يوصفْ
وكيف للكلمات
أن تحتوي الأزلْ

يا من حبستِ الزمان
في ضفائركِ
وجعلتِ المكان.. عبداً لطلتكِ
إني أرى فيكِ.. سر الخليقةِ
وأسمع في صمتكِ.
أنشودة الأزلِ

أنتِ الكتاب
الذي لا يُقرأ مرة
بل ألف مرة.
وفي كل مرة معجزة
أنتِ القصيدة.. التي لا تكتب
بل ترسم بألوان الروح.
على لوحة القلبِ

في حضرة جمالكِ..
أصبحت كالفراشة.. التي تحترق
من شوقها للضوء.. لكنها لا تندم
فالموت في حضرتكِ.. حياة
والذوبان فيكِ.. هو البقاء الأسمى

هذه الكلمات.. ليست سوى أوراق ياسمين
تتناثر على أعتاب.. قدس أقداسكِ
فاغفري لها تقصيرها..
فكيف للغة البشر.. أن تحتوي
ما لا يحويه.. إلا لسان الملائكةِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى